لحظات في جنة الرحمن

جلسة اعتياديه

الوقت : الساعه 5بعد صلاة الفجر
المكان : تحت كوبري قصر النيل , اما النيل
الاشخاص : انا وحدي
كانت جلسة اعتياديه كنت ابحث فيها عن صفاء لقلبي اخذه من
صفحة النيل التى لم تستطع عيناي ان تلتقط صفاء مائها
كما لو تستطع نفسي ان تلمس صفاء قلبي ,
تشابكت الافكار في ذهني بين مستقبل بلا احلام حقيقيه وحاضر
بلا نقاط مضيئه وماضي احن الى ذكرياته الجميله وبرائته العطره

وفجأة ....
تغير كل هذا حين وقعت عيناي على هذا الطائر القادم من الفراغ
نحوى مباشرة كان بياض ريشه اشبه ببياض قلبي ايام طفولتى العذبه
وقف امامى على صفحة النيل , لا لم يكن النيل الذى اعرفه بل كان يقف
على نهر من انهار الجنه , تلفت طائر الجنة يمنيا ويساراَ حاملاَ
ابتسامة رقيقه على وجه المضيئ , لم يكن ينظر الى وحدي بل كان
ينظرالى أولئك المتقيين الجالسين على سرر متقابلين ,
وهم ينشدون أغاني الحب متذكرين أيامهم الخوالي في الدنيا
القى علي مسامعنا تغريدة السلام
محركاَ عيناه الجميلتان على صفحة هذا النهر العذب الصافي

ملتقطا بمنقاره سمكة من اسماكه المتراقصه ,
رفع بعدها رأسه عالياَ ربما حامدا خالقه ومبدعه
لم يكن يسعى ليغدي جسده بتلك السمكه بقدر ما احسست
انه يسعى ليغذى انفسنا إيمانا بإبداع خالقه سبحانه وتعالى
ثم نظر الينا نظرة وداع تختلط فيها مشاعر الفراق بمشاعر السلام
وطار عائدا الى فراغه الذى اتى منه

جلسه غير اعتياديه ....
عدت الى جلستى الاعتيادية التى اصبحت غير اعتياديه
وتلاشى كل شيئ بذهاب الطائر
تلاشى أولئك الابرار وتلك السرر
تلاشت تلك الأسماك المتراقصة في النهر
بل تلاشى النهر ذاته وحل مكانه النيل الذى اعرفه

تلاشى المشهد بأكمله
تلاشى قبل أمتع بصري برؤية الحبيب المصطفى
بين أولئك الجالسين على السرر

تلاشى قبل ان اشرب من ماء النهر العذب
ولولا ايماني بأن في الجنة
ما لا عين رأت
ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر
لأقسمت انى رأيت الجنه

.............................

أردت ان اضع منظرا طبيعي قبل مقالى هذا لكنى لم اجد من المناظر
الطبيعيه برغم جمالها الخلاب ما يقترب ولو قليلا مما رأته عيناي